كلام جدعان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلام جدعان

منتدى كلام جدعان اكبر منتدى ترفيهى وفنى واخبارى وشامل كل المواضيع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه تكسير الزجاج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد الرمانسى
لسه متعين جديد
لسه متعين جديد



عدد المساهمات : 49

قصه تكسير الزجاج Empty
مُساهمةموضوع: قصه تكسير الزجاج   قصه تكسير الزجاج Icon_minitimeالجمعة يناير 01, 2010 8:30 am

قصه تكسير الزجاج Glass-broken
كان اليوم الأخير لمعرض السياحة العالمى المقام فى العاصمة الألمانية برلين هادئاً ذلك الهدوء الثقيل المخيم على اجواء المكان , لذا جلست فى وداعة واضعة يدى أسفل ذقنى , فى الجناح المخصص لشركتنا المقابل لجناح وزير السياحة المصرى, وقد ترك زملائى خالد ورحاب وولاء الجناح ليتجولوا فى أنحاء المكان فى الساعة الأخيرة من فعاليات المعرض, كان العملاء قد انهوا أعمالهم وحصلوا على برامجهم , آى أن وقت العمل أنتهى , وقد تيبست عضلات جسدى النحيل من طول الجلسة فنهضت لأبعث شيئا من النشاط فيه على على مقربة الجناح لأستمتع بعرض الرقص الشرقى الختامى للجناح المصرى المقام على هيئة معبد فرعونى, وهوللحق شيق ومبهر!!! ؛ لأربع راقصات ألمانيات بلغن من العمر أرذله .....وبالطبع غمرتنى عبارات الأستهزاء باللغة الألمانية ,؛ وقد اقترب أحدهم وسألنى بلغة أنجليزية ساخرة لديكم عرض رائع فأجبته بلغة ألمانية رصينة :-
بالفعل يا سيدى ؛ أن عرضنا قائم على فلسفة المومياءات المتحجرة وهى تخرج من التابوت متيبسة , راقصة ؛ ....لم يتمالك الرجل نفسه من الضحك على كلامى فنظرت إليه مسرورة ولم يعكر المشهد سوى عينان ثاقبتان منتقدتان لوزير السياحة الحالى وأستاذ اللغة الألمانية السابق وهو يمرق أمامى كالطيف العاصف , هززت رأسى فى بلاهة وأنا أقول لنفسى بالعربية : غلطتكم, لماذا تصرون على التعاقد مع هذه الفرقة المتقاعدة منذ الحرب العالمية الثانية ,ثم أستدرت لأعود للجناح مرة أخرى لأجد رحاب عادت وقد بدأت بجمع الأوراق وملصقات الدعاية وهى تؤنبنى فى شئ من اللزاجة المقيتة قائلة:-

مروة, ليس من المستحسن أن تتركى الجناح هكذا,

قلت وأنا أعمد إلى إغفال حرف الحاء من أسمها

راب , للمرة الألف أقول:- أسمى آروى ولست مروة

نظرت إلى بغيظ وقد أتت جوقتها الملكية خلفها المكونة من ولاء وخالد وقد لاحظوا الجو المشحون بشرارت الغيظ الحمراء تتلألأ حول رأسى فلم تأل ولاء جهداً لمساعدة رفيقتها فغمرتنى بضحكة مستهزئة ساخرة وقالت :-

مروة :- كل معرض وأنت بخير حبيبتى
رددت بكل همة مغفلة حرف الواو وكذلك أنت يا لاء حبيبتى

وقفن الأثنتان تنظران إلى بكراهية فقد أتيت على كراهة منهما , فأنا الوحيدة المؤهلة لهذه الرحلة لأجادتى اللغة الألمانية وقد وقعت عدة عقود مربحة زادت من درجة الحقد المكنون فى الأصل ثم تدخل خالد, الضلع الثالث لمثلث الرعب ليلطف الأجواء

-آروى عزيزتى لماذا لا تتجولين معى قليلاً ريثما تنتهى رحاب وولاء من تغليف الأشياء.

وبالفعل تركت لهم مهمة التخزين والحزم والربط وتجولت فى أنحاء المعرض مع ضلع المثلث الذى أنقذ رفقتيه من أنيابى , ليجذبنا تجمع حاشد أمام جناح تونس الشقيق, حيث تصدح موسيقى مصرية عذبة للسنباطى تتمايل عليها فى دلال أحدى الراقصات المصريات الشهيرات

قلت لخالد المشدوه بحركات الراقصة الأفعوانية الملتوية بكل أحتراف ," نصدر الراقصات ونستوردالمومياءات" فضحك ضحكة مجلجلة بلهاء كجرس خرب وقد فهم مقصدى وتهكمى على الفرقة الحيزبون فى جناح مصر ,
ولأن اليوم الهادئ هذا كان يوم حظى فقدعكر المشهد للمرة الثانية مرورالسيد الوزير , فوقفت واجمة وقد أيقنت أن سيادة الوزير سيعمل على تصفيتى بكافة السبل قبل مغادرة ألمانيا وسألت نفسى فى خفوت ماذا كان يفعل لدى الاشقاء التوانسة , يعاتبهم لأنهم سرقوا فكرة الرقص الشرقى أم يعاتب الراقصة نفسها لأنها ترقص لدى سوق منافس, يالا الخائنة , الموت للراقصة ,عندما لاحت هذه الفكرة أبتسمت بسرور ولم أفق سوى على على لدغة على يدى من خالد , فنهرته بغلظة ماذا هناك , لا تضع أصبعاً على مرة أخرى وإلا؟؟؟؟؟؟؟

جفل منى وقال لاشئ , معذرة, لقد كنت شاردة وقد سألتك هل ستمرين علينا فى التاسعة للذهاب للحفلة المصرية فى أنتركونتنال برلين , الحفلة آه ,هذا ما كان ينقصنى , فكرت , حفلة كهذه ستنسى الوزير ما حدث من الفتاة التى تتهكم على اختيارات سيادته الفنية , لكن إذا حضرت فإنى كطابع البريد سيترك أثرً لا ينمحى وستتم تصفيتك صعقاً يا اروى أو خنقاً على أقل تقدير , قلت لخالد بحزم :-
, أفضل الخلود للنوم مبكراً فلدينا جولة حرة مقدمة من المعرض للتعرف على المناظر السياحية فى برلين باكر غد وبعدها السفر للقاهرة الجميلة الدافئة .

نظر إلى خالد بوجه بانت عليه علامات الارتياح,-" كما يحلو لك", لم أعلق وأتجهت إلى الجناح وهو يتبعنى ,لأجد نصيبى حقيبة سوداء كبيرة علي أن أحملها معى للقاهرة , أخذتها بلا كلمة وأتجهنا جميعا ً لمترو الأنفاق القريب من المعرض ونحن نودع كل من قابلنا فى الطريق على وعد بلقاء فى العام القادم

وفى المحطة الحديثة وقفنا متابعدين وقد كتبت اللوحة المعلنة أن أول قطار يصل بعد سبع دقائق,سبع دقائق صامتة ثقيلة , كنا نسكن فى منطقة تسمى البوندزآليه, رحاب وولاء وخالد أقاموا فى فندق شتيجن برج ..........وأنا فى مبنى مقابل للفندق فى شقة فئرانية صغيرة لا تزيد مساحتها عن أربعين متراً بعد أن أكتشفنا خطأ فى الحجزالفندقى لدى وصولنا بحجز غرفتين مزدوجتين, مما يعنى أن أشارك خالد غرفته !!!!!!!

يومها وقفت رحاب تغمز بعينيها قائلة:-

وما المشكلة أعتبريه مثل أخيك, كدت أقسم رأسها نصفين وأنا أطيح بمعطفى فى وجهها وقد أختبئت فى رعب مصطنع خلف خالد الذى راق له الموقف التهكمى الذى تأزم وتكهرب وتلبد بعواصف وغيوم رمادية منذرة وكادت تحدث الكارثة لتكتب الصحف الألمانية مشاجرة مصرية إبان المعرض العالمى للسياحة لولا تدخل موظف الأستقبال الجزائرى الأصل واعطانى تليفون السيدة صاحبة الشقة فى المبنى المقابل ؛ كنت أتذكر يوم وصولنا وأنا أنظر للوحة المعلنة –باقى على القطار دقيقة-, فحملت الحقييبة الثقيلة ثقل الرفاق الثلاثة ووقفت بالقرب من الباب لأدلف بهدوء فالقطار لديه وقت كاف لصعود الركاب لكنهم أسرعوا وتكدسوا خلفى فى تلقائية , و جلس خالد على مقربه قبل أن أغفو كالمعتاد وأردف بطريقته المملة السمجة:-

أروى , معذرة أننا سننزل قبلك لشراء بعض الهدايا, تذكرى أن تنزلى فى محطة البوندزآليه

هززت كتفى بلا مبالاة وقلت بالطبع, وقد غفل خالد عامداًًً أو ساهياً أن يقول محطة البوندزآليه اثنين, ولا أُسلم إلا بأنه خطئى من البداية فكلما صعدت للقطار, ينتابنى النعاس نتيجة المجهود المضنى الذى أبذله كل يوم , ثم أنزل معهم كالشاه تتبع الذباب.وهكذا وجدت نفسى أنزل فى محطة البوندزآليه واحد,.. أحمل ذات الحقيبة السوداء الثقيلة وأخرج من المحطة الدافئة لشتاء برلين الثلجى القارس , كنت جد متعبة وقد أنتظرت تغير الإشارة كى أعبر رغم أنه لا توجد أى سيارة وهذا شئ خارج المألوف لمصرية ...ثم نظرت للشارع الخاوى تلهو فيه الرياح ذهاباً وإياباً بكل عبث لاهية بشذرات الثلج المتراكم على جانبى الشارع ,وحين طال الانتظار وانا استند على العمود البارد ولم يحدث تغير أيقنت أن هذه الإشارة أصابها عطباً ما فحملت الحقيبة الثقيلة بين ذراعى لأعبر الطريق الزلق بهشيم الثلج.... ولم أُدرك خطورة ما فعلت إلا و سيارة تبدو كنقطة حمقاء بعيدة ظهرت من العدم لتكبر النقطة فجأة وتلامس معطفى فى صفيرً مدوى لولا إنى قفزت كثعلب الثلوج فى اللحظة الأخيرة لصرت حطاماً متهالك لن يتم دفع ثمن شحنه لمصر,وعلى الرصيف الأخر وقفت لاهثة سليمة وقد الجمتنى الصدمة فاستندت لاهثة على أحدى الدببة الخشبية المنتشرة ببرلين وهى الرمز القومى للمدينة بعد أن رميت الحقيبة أرضاً والمطر الثلجى يغمرنى فى جنون وثمة برق يلمع فى اهتياج فى السماء وبعد أختفاء السيارة لم أجد أثر لأى إنسان ولا للمبنى الذى أسكن به والذى أعتدت بعد أن أعبر الطريق أن أجده فى وجهى ......أخذت مدة كافية لأستوعب أنى فى المكان الخطأ , فتملكتنى الحيرة , لأنى بالفعل نزلت فى محطة البوندزآليه ومما زاد الأمر مشقة أنى نسيت كيس نقودى هذا الصباح فى الشقة, وحتى لو معى نقود فالتاكسى هنا ُيطلب فقط بالتليفون وكنا فى عام الفين وواحد ولم يكن موضوع الجوال الدولى قد عُرف والساعة حوالى الثامنة وقد أرخى الليل سدوله المبكر على المدينة الناعسة .....خبطت بيدى فى يأس على الدب الخشبى الأبيض فزمجر فى وجهى كاشفاً عن أنياب سوداء , ارتدت خطوة للوراء مصعوقة وقد شخص الدب الخشبى كما هو دمية صامتة جامدة .......فركت عينى لاتأكد هل تحرك الدب أم لا ..لأسمع أصوات الدببة مختلطة بصوت الرعد وقد أظلم المكان فجأة كأنى فى غابة كثيفة الأشجار وعلى ضوء البرق لمحت الألاف من عيون الدببة الجائعة ترمقنى , فتراجعت خائفة وداست قدمى على الحقيبة السوداء فإلتقطتها واحتضنتها لعلها تقينى الخطر فأجد نفسى فى نفس المكان والثلج ينهمر والدببة الخشبية تنظر إلى فى سكون ووداعة والإضاءة تغمر الشارع المقفر .....شددت يدى على الحقيبقة مذهولة إنى أحلم ولا شك وقد أختلط الحلم بالواقع... فهمست لنفسى "آروى إنك متعبة ولو ظللت على هذا الحال للقيت حتفك برداً فى هذا الشتاء الرهيب"

.... أخذت نفسا قوياً وحملت الحقيبة ومضيت أبحث عن طريق أو شخص أسأله لأصطدم بهذا السكير الذى برزمن العدم يحمل زجاجة خمر ضخمة وقد أمسك بذراعى وهو يغنى أغنية قبيحة

أفلت منه وأنا أكاد أعدو بحقيبتى, والرجل يلاحقنى فى إصرارغبى عبرالطريق الواسع كإتساع الطريق الصحرواى فى مصر , فلم أجد بدأ من أن انحرف فجأة فى شارع جانبى قديم ذو إضاءة خافتة أصطفت على جوانبه الكثير من المحلات الزجاجية الأنيقة ,بيد أن هناك الكثير من البشر فشعرت بالطمأنينة وأرتخت أعصابى وأفلت الحقيبة من يدى وجلست على أحدى المقاعد لألتقط أنفاسى وأنا أستمع فى سعادة لموسيقى شهرزاد الأثيرة لكورساكوف الروسى ثم تحولت الموسيقى الحالمة لموسيقى قوية لأوبرا زواج فيجارو لموتسارت وقد أقترنت الموسيقى بصيحات "ليلة تكسير الزجاج" أنبعثت الصيحة من حنجرة ألمانية قوية لرجل ماكر قصير يقف مخاطباً حشداً مهتاجاً

" لقد خربوا إقتصاد ألمانيا, حولوا الألمان العظام لشحاذين –هيا حطموا محلاتهم الزجاجية هيا انتقموا)

لم تكد صيحة الرجل تنتهى إلا وينهال فوق رأسى جحيماً جنونياً أفسد الصحبة المطمئنة وقد تم تكسير واجهات المحلات الزجاجية بكل ما طالته إيديهم " يا لهم من مجانين" .. عاصفة زجاجية غمرت الهواء البارد , فاحتميت بحقيبتى التى رفعتها فوق رأسى , وعبر الغوغاء وكثير من الأرجل والحطام وصيحات الإنتصار لمحتها , طفلة صغيرة ذات شعر أحمر تزحف على يديها وقدميها وتبكى فهرعت إليها وقد تركت الحقيبة ومسكت بيدها لنهرب سوياً للشارع الواسع مرة أخرى ... كانت فى نحو العاشرة من عمرها وقد غطى النمش وجهها الذهبى وحوت عينيها الكثير من المكر ,سألتها فى أرتعاش –ماذا يحدث هل قامت الحرب العالمية الرابعة ولماذا تقوم وأنا خارج مصر:
تلفت يميناً وشمالاً وقد تحول المطر الثلجى الهادئ لكرات صغيرة قاسية تضرب وجهينا بعنف , وقد وأرتجفت) الطفلة وثمة دماء تغطى جبينها وقد تجلدت على نحو بشع , فحاولت مسحها بطرف قميصى وأنا أسألها ما أسمك؟
أجابت ببساطة:-
- ربيكا ,
هناك شئ ملتوى فى لغتها ارجعته لصغر سنها وعلى إية حال هى طفلة غريرة محتاجة لمساعدة مثلما أنا فتاة كبيرة أحتاج نفس المساعدة على الأقل كى أفهم , ........أمسكت بيدها وأنا أمشط شعرها الناعم بيدً مهتزة وأنفاسى تتلاحق وشئ يعصر قلبى إعتصاراً
ربيكا, أين تسكنين, أجابت عبر الغابة السوداء وقبل أن اتساءل ما هذه الغابة السوداء, فإذا السماء تومض بشدة وهذه المرة بقذائف تنهمر فوق رؤوسنا , صرخت وصرخت ماذا يحدث لى ولوهلة أفلتت ربيكا من يدى ثم عادت وتمسكت بها بشدة وهى تجرنى لنختبئ وتصرخ معى هلمى نختبئ فى الدار الكنسية , دلفنا عبر باب خشبى لكنيسة أثرية تبدو من القرون الوسطى العتيدة وأنا أسال ربيكا ما هذا المكان, أجابت فى صوت رصين " ملجأ المعذبين " فنظرت إليها لأجد فتاة مراهقة تشبه الطفلة فتراجعت للحائط مصدومة أقول:-

-أين ربيكا
- أنا ربيكا , أنت أنقذتنى من الزجاج
فكرت حائرة "أروى ماذا يحدث هل اجتاح الجنون العالم أم أنك نائمة فى مكان ما تحلمين "وكان الإعياء قد عصف بكيانى و عظامى صارت تئن فأرحت ظهرى على الحائط البارد وأنزلقت عبره لأجلس القرفصاء وجلست الفتاة بجانبى واغمضت عينى وقد صار كل شئ فوق استيعابى وأحتمالى , ثم فتحت عينى لأرى ربيكا الفتاة التى كبرت فجأة تجلس بجانبى ولم نكن وحدنا فثمة صحبة معنا لجأت أيضاً لهذا المكان بعيداً عن قصف القنابل المنهمر من السماء وقد أنبرى أحدهم ليعزف موسيقى جوزيف هايدن التى أمقتها , وسط صيحات ألإستحسان من الجمع , الذى صرت أتأمله فى فضول خاصة الرجل الطويل الجالس للحائط المقابل , كان جسده قصيراً لكن له ساقان طويلتان فردهما فى راحة وبجانبه أمرأة تشوه نصف وجهها وتجعد على نحو بشع, والبعض فقد ذراعاً أو أكثر والعازف يعزف بسرعة رهيبة وكأن المكان يدور بنا وقد نامت ربيكا على ذراعى كقطة , ومازالت القنابل تنهمر على برلين وتدكها فى قسوة, والرجل يعزف فى عنف ..هنا طار صوابى ..فصرخت لعل أحدهم يوقفه ,وكان من الطبيعى أن انظر للرجل ذو الساقين الطويلتين التى طالتا أكثر من اللازم عبر الغرفة حتى كادت تلامسنى, فوقفت مذهولة تاركة ربيكا الغافية على الأرض وأنا أرقب القدمان تطولان أكثر وأكثر لتمتد عبر الحائط وتخترقة , فاجتاحت القشعريرة بدنى وخاصة أن السيدة المشوهة الوجه قد صارت كتلة من العظام وأشتعلت يدى العازف لتنشر النار عبر جسده وهو يحترق ويعزف ويعزف بينما تراقصت المقاعد وتطايرات تجاهى وأنا أهتف
آروى أستيقظى , أخرجى من هذا الحلم البشع ,وعبر كل هذا كان السكير يعدو فى الردهة فى أتجاهى فلم أدرى بنفسى ألأ وأنا أشد ربيكا بعنف وأصرخ ربيكا أستقيظى.........استيقظى


فخرج الشعر فى يدى و الفتاة تنظر إلى بعينين مجوفتين وفم مظلم خالى من الأسنان ومازال والسكير يسير فى أتجاهى يغنى أغنيته الفاسقة والقنابل تضرب الأِشياء فى عنف فتتطاير ,ومعها أطير عبر الباب وأجرى وأجرى حيث لمحت حقيبتى هناك ملقاة فاحتضنتها كالأمل ألأخير ولا أعرف حتى الآن كيف جريت بها ومن أين أتت لى القوة لأخرج من هذا الجنون وقد توقفت القذائف وعاد الشارع المقفر لهدوئه الغارق فى خيوط المطر القطنية الفضية اللامعة وقد أيقنت أن الحلم أنتهى وبقى الواقع إنى تأئهة طبقاً لساعة يدى منذ أكثر من ساعة فمضيت بلا هدى حتى وجدت مكتب طيران الخطوط الجوية البريطانية وقد وقفت أمامه ثلاث مضيفات حسناوات فسألتهم عن العنوان الذى تاه منى أو تهت منه فقلنا فلنسأل ادوارد مديرهم , الذى ضحك فى أستغراب وهو يقول خلف هذا المبنى

نعم المبنى الحبيب حيث الشقة الضيقة الحبيبة حيث السرير الحبيب حيث غفوت بكامل ملابسى احتضن الحقيبة الحبيبة.

أستيقظت فى الصباح على جرس التليفون وصوت خالد يقول كونى مستعدة بعد نصف ساعة للجولة, فلم أجب , فتساءل فى قلق :-
آروى ماذا بك هل أنت بخير؟
-فقط مجرد حُلم, حُلم مخيف
فضحك وهو يقول وهل مثلك تحلم, اغلقت الهاتف بعصبية, ثم أستحممت ,ارتديت ملابسى وكان تبقى قليل من الوقت لأرتشف فنجان من القهوة السريعة وأستعيد نشاطى حتى أستطيع مشاهدة معالم برلين السياحية لأخرج من الحلم الذى خدر أعصابى

كان مرشدنا هانز فولفانج يتحدث العربية الفصحى بطلاقة ويشرح لنا من الحافلة السياحية لماذا ُسميت برلين بهذا الأسم فهو أختصار لدب ألأميرة لورينا , وقد وقفنا أمام كنيسة أثرية مبنية من الحجارة وبعض الأجزاء من الزجاج وقد شرح هانز الأمر سميت الكنيسة بكنيسة الذكريات وقد تعرضت للقصف أثناء الحرب العالمية الثانية, وتمت تغطية الأجزاء المتهدمة بالزجاج حتى لا ننسى ماحدث
سألته وقد تملكتنى الحيرة كأنى مررت بهذا المكان ماذا حدث
أجاب هانز للأسف قتل كل من أحتمى بها من القصف الغاشم ,قُتل ثم أردف أتركم لمدة عشر دقائق فى جولة حرة للمشاهدة.

فى الركن البعيد وجدته يقبع نصف محترق منذ أكثر من خمسين عاماً "بيانو العازف المجنون" وعلى سطحه حاوية للصورمذهبة , فتحتها فى فضول لأجد الكثير من الضحايا بصور بشعة للغاية ووسط هذه الصور لمحت وجه ربيكا بنمشها المنتشر, ووجه آخر للرجل السكير فناديت هانز

هل لك أن تخبرنى ما هى ليلة تكسير الزجاج؟
بصوت خافت مرتعش قال:-
هى قصة قديمة لا يعرفها الكثيرون
- لاتقلق لن أخبر أحد
- فتنحنح قبيل الحرب العالمية الثانية سيطر اليهود على إقتصاد ألمانيا وكانوا يملكون أفخم المحلات والتى زينت بواجهات زجاجية وكان الأمر كثير البذخ فى تلك الأيام .... بينما تعرض الكثير من الألمان للإستدانة والفقر ....بينما.كان اليهود يزدادون غنى وثراء من معاملاتهم الربوية ... مما أثار العامة عليهم فتم تحطيم المحلات وأردف فى إيجاز أرجو أن أكون أفدتك, وهذا لا يعنى أنى ضد السامية
- نظرت إليه فى فتور وأنا ألمس صورة ربيكا وأقول هل كانت من الضحايا
- أشار هانز قلقاً أنها ربيكا جولدشتاين , أبنة باروخ جولدشتاين أكبر تجار الماس فى أوربا, ثم أشار لخلف الصورة, بأن هناك نبذة عنها خلف الصورة فلم أعبأ كثيرا بالقراءة فأنا اعرف الكثير بالفعل ولكن الذى لم أستطع له تفسيراً هى صورة السكير فسألت هانز مرة أخرى ما قصة هذا الرجل
- فقال من ؟ ثم أستدرك هذا بالذات , مجهول الهوية
- فقلت والأغرب ملابسه التى تنتمى لعصرنا , نظر هانز غير مصدق وهو يقول أمر عجيب بالفعل لم الأحظه من قبل لكن لا أجد له تفسيراً
ولكنى بالطبع أملك له تفسيراُ , أقنعت به نفسى حتى أخرج مما حدث لى , أنه ببساطة حلم , مجرد حلم
وأنا فتاة عملية ولا وقت لى للأحلام مرة أخرى فسوف أعود إلى القاهرة العتيقة الساحرة الأمنة مساءاً , وفى الصباح سأفتح نافذة غرفتى لأستقبل شمسها الحنون الدافئة وأريج الريحان القوى يلهو فى حبوريحمله النسيم عبر الصدور , لتزفر فى عمق ما أجمل أن نعود للوطن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه تكسير الزجاج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلام جدعان :: المنتدي العام :: قصص قصيرة وطويلة-
انتقل الى: