موضوع: مدح سيدنا محمد الجمعة ديسمبر 25, 2009 7:20 am
في هذه الأيام العطرة ترفرف علينا ذكرى مولد الهادى الأمين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم النبي الأمى خاتم الأنبياء والمرسلين وخير خلق الله تعالي أجمعين
خلقت مبرأ من كل عيب .... كأنك قد خلقت كما تشاء وأجمل منك لم تر قط عينى... وأشرف منك لم تلد النساء
وفي هذه المناسبة العظيمة.. عجز قلمى عن مدح الحبيبي محمد صلي الله عليه وسلم وجفت أمامى بحور الكلمات.. فانتقيت لكم رائعة الامام البوصيرى نهج البردة منقولة .شرف الدين البوصيري محمد بن سعيد بن حماد بن "محسن بن" عبد الله بن صهناج بن ملال الصهناجي؛ كان أحد أبويه من أبو صير والآخر من دلاص، فركبت له نسبة منهما وقيل الدلاصيري، لكنه اشتهر بالبوصيري. كان يعاني صناعة الكتابة والتصرف، وباشر الشرقية ببلبيس.
أما القصة العجيبة وهي عن لسانه : كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله ، منها ما كان اقترحه علي الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير، ثم اتفق أن أصابني فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة فعملتها، واستشفعت به إلى الله تعالى في أن يعافيني، وكررت إنشادها وبكيت ودعوت وتوسلت، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى علي بردة فانتبهت، ووجدت في نهضة فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحد، فلقيني بعض الفقراء فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله ، فقلت: أيها؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها وقال: والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله ، فرأيت رسول الله يتمايل وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك وشاع المنام إلى أن اتصل بالصاحب بهاء الدين ابن حنا، فبعث إلي وأخذها وحلف أن لا يسمعها إلا قائماً حافياً مكشوف الرأس، وكان يحب سماعها هو وأهل بيته. ثم إنه بعد ذلك أدرك سعد الدين الفارقي الموقع رمد أشرف منه على العمى فرأى في المنام قائلاً يقول له: اذهب إلى الصاحب وخذ البردة واجعلها على عينيك فتعافى بإذن الله عز وجل، فأتى إلى الصاحب وذكر منامه فقال: ما أعرف عندي من أثر النبي بردة، ثم فكر ساعة وقال: لعل المراد قصيدة البردة التي للبوصيري، يا ياقوت افتح الصندوق الذي فيه الآثار وأخرج القصيدة للبوصيري، وأت بها، فأتى بها، فأخذها سعد الدين ووضعها على عينيه فعوفي، ومن ثم سميت البردة، والله أعلم.
تم نقل القصة والنسب من كتاب فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي